الأسد والفأر
نام أسد فجرت على وجهه فأرة فهب من نومه مغضبا وأمسك بها وهم بقتلها لكنها توسلت إليه واستعطفته أن يتركها وشأنها ووعدته بأنه إن فعل فسوف ترد إليه إحسانه ومعروفه فتبسم ساخرا من قولها وأطلق سراحها.
ولم يمض غير قليل حتى وقع الأسد فى حبال نصبها له الصيادون فشدوه بحبال متينة ودوى زئيره فى كل مكان فعرفت الفأرة أن مكروها نزل بالأسد فأقبلت تجرى وأخذت تقرض الحبال بأسنانها حتى خلصته ثم قالت: لقد سخرت منى يوم زعمت لك أنى أستطيع مساعدتك غير متوقع أن تنال من مثلى جزاء معروفك وها أنت ذا ترى أن فأرة صغيرة مثلى تنقذ أسدا قويا مثلك .
ولكنه
يقول الشاعر
ولا تحتقر كيد الصغير فربما *** تموت الأفاعي من سموم العقارب
.......................... فقد هدَّ قدماً عرش بلقيس هدهد *** وخرب فأر قبلُ ذا سد مأربِ